نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام:
هو إبراهيم بن آزر، وقيل تارح.. ينتهي نسبه ـ عليه السلام ـ إلى سام بن نوح ـ عليه السلام.
يلقَّب بالخليل، ويُكْنَى أبا الضِّيفان.
وُلد إبراهيم ـ عليه السلام ـ في "أور" بأرض الكلدانيين بالعراق في القرن التاسعَ عشر قبل الميلاد تقريبًا.
تزوج سارة، فكانت عاقرًا لا تلد، وقد آتاه الله ـ تعالى ـ رُشْدَه صغيرًا، فكان ذا عقل راجح، وفي كبره اختصّه بالنبوة وابتعثه رسولاً واتخذه خليلاً، وقد سأل الصحابةُ رسولَ الله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صفة إبراهيم ـ عليه السلام ـ فقال: "انظروا إلى صاحبِكم" ـ يعني نفسه صلى الله عليه وسلم ـ فقد كان أقربَ الخَلْقِ شبهًا بأبي الأنبياء ـ عليه السلام ـ ولما كان إبراهيم أفضل الرسل أولى العزم بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أُمر المسلمون بالصلاة عليه في تشهّدهم في صلواتهم، فهو الذي وفّى كلَّ ما أمره الله به، فقام بجميع خصال الإيمان وشُعَبِه.
شَبَّ إبراهيم بين قومه الوثنيين، لكن نفسه الرشيدة فطنت إلى بطلان عقيدتهم، ثم أوحى الله إليه واجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، وأمره بدعوة قومه إلى عقيدة التوحيد، ونَبْذِ الوثنية، فوقفوا في وجهه، وقاوموا دعوته، فكسَّر أصنامهم ليعلموا عجزها، لكنهم ألقوه في نار عظيمة، فنجاه الله منها، فاندهشوا لكنهم أيضا ظلوا على كفرهم..
وهنا قرر إبراهيم الخروج من بينهم، وقصد أرض كنعان بالشام، ونزل حَرَّان أولا، يحمل دعوة التوحيد بين جنبيه، ويحارب الباطل حيثما حل.
وفي مُهَاجَرِه بالشام بشره رب العالمين بذرية طيبة من الأنبياء الكرام، يكونون من بعده قادةَ الدنيا وهُداةَ أهلِ الأرض.
وقد جاء في (العهد القديم) ما يشير إلى هجرة إبراهيم من بابل إلى الشام؛ ففي سفر التكوين (21 / 24 ): "وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أيامًا كثيرة".
وفيه (12 / 15 ): "جاء إبراهيم في رحلته المشهورة من أور أتى إلى أرض كنعان".
وفيه (13 / 12 ): "وسكن في أرض كنعان".