عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد مناف بن رباح بن عبد الله بن قـرط بن رزاح بن عـدي بن كعب، يُكنى أبا حفص.
أمه حَنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.
وُلد عمر ـ رضي الله عنه ـ قبل حرب الفِجَار الأعظم بأربع سنين.
ورَوَى ابن الأثير أنه ولد بعد رسول اللـه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثلاثَ عشرة سنة، أي عام خمسمائة وأربعة وثمانين للميلاد .
ونشأ في طفولته وصباه نشأة أمثاله من أبناء قريش، إلا أنه امتاز عليهم بأنه كان قارئا، وهؤلاء كانوا قلة. ولما شب جعل يرعى الإبل لأبيه، ولما تدرج من الصبا إلى الشباب أتقن ألوانًا من الرياضة، كالمصارعة والفروسية وركوب الخيل، كما تذوَّقَ الشعر ورواه، وكان جيد البيان، حسن اللسان؛ لهذا كله ارتضتْه قريش سفيرًا لها إلى غيرها من القبائل في الحروب والنزاعات.
وكعادة العرب في استكثارهم من الزوجات طلبًا للولد تزوج عمرُ في حياته تسع زوجات، وَلَدْنَ له اثني عشر ولدًا، وبعد إسلامه استبقى أربعا، وفارق الباقيات استجابة لأمر الله.
وقد ورث عمر عن أبيه الشدة، فكان قبل إسلامه من أشد قريش تعذيبًا للمسلمين وأكثرهم جرأة عليهم، وأقساهم معاملة لهم.
وفي السنة الخامسة من النبوة، وهو ابن تسع وعشرين سنة، أسلم عمر ولُقب بالفاروق، الذي فرق الله به بين الحق والباطل، فقد عز المسلمون بإسلامه، وصاروا أكثر جرأة على المعالنة بدينهم.
وهاجر عمر إلى المدينة، حيث آخَى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينه وبين عِتْبان بن مالك بن عمرو الأنصاري، فكان إسلامه نصرًا وهجرتُه فتحًا.
قال فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : "جعل اللهُ الحقَّ على لسان عمر وقلبِه". وقال: "عمر بن الخطاب معي حيث أحب وأنا معه حيث يحـب، الحق بعدي مع عمر بن الخطاب حيث كان". ووصفه النبي فقال: "إنه رجل لا يحب الباطل"، وقال : ".. أشد أمتي في دين الله عمر..".